التّعليمُ الإلكترونيُّ وسيلةٌ من أهمِّ الوسائل التي تدعمُ العمليّة التعليميّة، وتحوّلها من طَوْر التّلقين إلى طَوْر الإبداع، والتّفاعل، وتنمية المهارات، وتحقيق التّعلّم بكفاءة وفاعليّة؛ ما يسهم في تمكين الطّالب من الكفايات التعليميّة ومهارات القرن الحادي والعشرين، ويعزّز من إنتاجيّته.

 

ولا شكَّ في أنّ دمجَ التكنولوجيا وتفعيلها في التّعليم أصبحا من الضروريات الأساسيّة في أيّ منظومة تعليميّة؛ لما توفره من بيئة تعليميّة أفضلَ تُسهّل وصولَ المعلومات، ومشاركتها، وتناقلها بين أطراف العملية التعليمية، ولما تُقدّمه من حلول أساسية في حالات الطوارئ، وهذا ما ثَبَتَ خلال فترة جائحة "كوفيد- 19" العالميّة؛ حيث تمكّنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في دولة قطرَ من الاستمرار في عمليّة التّعليم، فكان لريادة الدّولة في التعليم الإلكتروني وجاهزيّة المجتمع المدرسي والبنية التحتيّة الأثرُ الأكبر في استكمال التّعليم بكفاءة وجودة عالية.

 

تسعَى وزارة التعليم والتعليم العالي في دولة قطر إلى خَلْق بيئة تعليميَّة تكونُ فيها التكنولوجيا مفعّلةً بما يناسب المتطلبات الحاليَّةَ والتطلعات المستقبليةَ، وذلك بتطبيق وتنفيذ الحلول التكنولوجيّة المناسبة لتفعيل التعليم الإلكتروني ودمج التكنولوجيا في عمليتَي التعليم والتعلم، وبتوفير الأجهزة ومصادر التعّلم الرقْمية، والتطبيقات والبرمجيّات؛ بما يحقّق التواصل بين أطراف العمليَّة التعليميَّة، ويسهم في إعداد وتنفيذ دروس مشوقة.

 

وتعمل إدارة التعليم والتعليم الإلكتروني على وضع الخُطط والسياسات اللازمة لتطبيق الحلول الرقْمية لدمج التكنولوجيا بالتعليم في المدارس الحكومية، وتُتابع تفعيلَ وتوظيف الوسائل التكنولوجية في عمليتَي التعليم والتعلم، كما تشرف على تطوير المحتوى الرقْمي والكتب التفاعلية، وتقترح الأجهزة والتطبيقات فيما يخصُّ التعليم الإلكترونيّ، كل ذلك بالتنسيق مع الوَحدات الإدارية المعنية.

 

  • نظام قطر للتعليم:

 


أطلقت وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي نظامَ قطر للتعليم؛ والذي يتيح التواصل بين أطراف العملية التعليمية: (المعلم والطالب وولي الأمر والإدارة المدرسية والموجه التربوي)؛ بهدف رفع كفاءة التعليم وجودته، حيث يوفّر النظام منهجيات جديدة ومتطورة لدعم عمليات: التعليم، والتعلم، والتعاون، والتقييم، وزيادة الدافعية، والتحليل، والتمكين، والأتمتة، ويخدم النظام توجهات حديثة في التعليم؛ مثل: التعلم التكيفي، وتلعيب التعلّم، والتعليم المصغر.

 


 

تمَّ تفعيلُ النظام في جميع المدارس الحكوميّة من الصفّ الثالث إلى الصفّ الثاني عشر، وسيتم تفعيله للصفَّين: الأول والثاني.

يعمل النظام على تشجيع الطلاب وزيادة دافعيتهم للتعلّم من خلال مكافأتهم بمنحهم النقاط والشارات والشهادات؛ بعد إكمال المهام المطلوبة منهم؛ كمشاهدة فيديو الدرس، وإتمام التقييم، وغيرهما من المهام.

كما تمت الاستفادة من النظام في توفير برامج تدريبية تعتمد على التعلم الذاتي، فتمّ إطلاق البَرنامج التدريبي الأول "نظام قطر للتعليم – المستوى الأول" في مايو/ 2023، والذي يستهدفُ جميع المعلمين، ويمنحهم شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم، ومن شركة مايكروسوفت، والتي تُعَدّ أحد متطلبات الحصول على شهادة مايكروسوفت المعلم الخبير(MIEE).

 

  • الإستراتيجية الوطنية للتعليم الإلكتروني:

تم تطوير إستراتيجية التعليم الإلكتروني؛ تجسيدًا لرؤية قطر الوطنية 2030 في الاستثمار في رأس المال البشري -وهو أهم ما تملكه الدول- عن طريق تأسيس نظام تعليمي متميز؛ يفي باحتياجات المجتمع القطري، ويستجيب لحاجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.

دشَّنت وزارة التعليم والتعليم العالي الإستراتيجية الوطنية للتعليم الإلكتروني مطلع العام 2023م، وتسعَى من خلال مبادراتها إلى تمكين الطلاب ورفع مستوى قدراتهم الرقْمية، وتحفيز فضولهم حول طرق التعلم الرقْمية؛ لينتقلوا إلى مرحلة التعليم الجامعي؛ مسلّحين بالتكنولوجيا الحديثة، وإلى تزويد المعلمين بالقدرات الرقمية والتعليمية المطلوبة لدعم الطلاب في تحقيق الأهداف التعليمية، وتطوير مهارات القرن الحادي والعشرين.

ويظهر هذا الأمر جليًّا في بيان غاية الإستراتيجية، وهي: "إحداث نَقلة نوعية في تبني منهجيات تعليم إلكتروني متقدمة، وتكنولوجيات تعليمية حديثة؛ لرفع مخرجات التعليم؛ مع ضمان توفير أساسيات التعليم الإلكتروني لجميع أطراف العملية التعليمية".

 

  • قناة الدروس المصورة (قناة التعلم عن بُعد):

تمكَّنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في دولة قطر من الاستمرار في عملية التّعليم خلال فترة جائحة "كوفيد- 19" العالميّة، وذلك بإنتاج 11,248 درسًا مصوَّرًا، ورفعها على قناة التعلم عن بُعد على اليوتيوب لجميع المراحل الدراسية للتعليم العام، والتعليم التخصصي، والتربية الخاصة ومدارس الدمج؛ بالتعاون مع إدارات القطاع، كما تمَّ بناء وإسناد التقييمات اليومية المرتبطة بهذه الدروس، واستمرَّت القناة بعد الجائحة؛ كونها أحد مصادر التعلم الرقْمية المساندة للطلاب.

 

  • التربية الرقْمية والأمن السيبراني:

تسعَى وزارةُ التعليم والتعليم العالي إلى غرس ثقافة الأمن والسّلامة الرّقميّة والوعي بهما؛ في كلّ فئات المجتمع المدرسي من المعلّمين، والطّلّاب، وأولياء الأمور، وغيرهم؛ مستندة إلى ثلاثة مبادئ أساسيّة، وهي: الوقاية، والحماية، والتّمكين؛ وذلك من خلال جهودها في المدارس بشكل مباشر، أو بالتنسيق مع الجهات والوزارات في تنفيذ بعض البرامج والأنشطة داخل المدارس.

كما أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني مناهج الأمن السيبراني التَّعليميَّة، وذلك في منتصف العام 2023م، فتم التعاون على إنتاج عددٍ من الفيديوهات المتوافقة مع مناهج الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، ثم نشرها على نظام قطر للتعليم.

 

  • أجهزة العرض التفاعلية:

تتوفر أجهزة عرض تفاعلية في جميع صفوف المدارس الحكومية؛ بهدف إثراء العملية التعليمية ومواكبة التقدم، حيث يمكن من خلال البرامج والأدوات الخاصة بها تحضير الدروس المختلفة وتقديمها بطريقة مشوقة.

 

  • حصص التعليم الإلكتروني:

تهدف هذه الحصص إلى تمكين جميع المعلمين من توظيف أدوات التعليم الإلكتروني والحلول الرقْمية المختلِفة في الحصص الدراسية بشكل فعّال؛ وَفقًا لما يتطلبه الموقف التعليمي، وبما يحقّق أهداف الدرس.

 

  • الأندية والأنشطة الطلابية:

تسعَى إدارة التعليم الإلكتروني والحلول الرقمية إلى رفع المهارات الرقمية لجميع الطلبة بالمدارس الحكومية في مختلِف المراحل؛ من خلال أندية الابتكار داخل المدارس، كما تعمل على إشراك الطلاب الموهوبين والموهوبات في التكنولوجيا في عددٍ من المسابقات والمحافل المحلية والعالمية، ومنها: (موقع تمرين، ومعسكر المرصد الخليجي للذكاء الاصطناعيّ، وهاكثون الذكاء الاصطناعي).

 

اعدادات الموقع
اعدادات الخط

امكانية الوصول
الإشعارات
عرض جميع الاشعارات
مشاهدة الكل